لأول مرة في سورية "هطل شهابي" غزير يمكن رؤيته بالعين المجردة
رئيس جمعية الفلك :من المتوقع هطول 100 شهاب في الساعة
علمت سيريانيوز بحدوث ظاهرة فلكية تتمثل بهطول زخات غزيرة من الشهب عند الساعة الحادية عشر ليلا يوم الأحد المقبل حتى الساعة الثالثة صباحا من فجر الأئنين حيث من الإمكان رؤيتها ولأول مرة بوضوح بالعين المجردة في سورية نظرا لتوافر أجواء مناخية مناسبة".
وقال م .محمد العصيري رئيس جمعية هواة الفلك السورية لسيريانيوز "يتم رصد هذه الظاهرة كل سنة في جميع أنحاء الكرة الأرضية وتدعى بزخات البرشاويات نسبة للبرج الذي سيكون في خلفية هذه الزخات وتقدر سرعة الهطول بـ 80 - 110 كم/الثانية وعدد الشهب المتوقعة تقريبا 100 شهاب في الساعة".
وأضاف العصيري "يكون القمر في ذلك اليوم في طور المحاق وعدد الشهب يتعلق بمنطقة الرصد والتي يجب أن تكون بعيدة عن التلوث الضوئي مع العلم أن الهطول لهذا العام هو الأروع لكون القمر محاق".
وفي تفسير عن الظاهرة وضح العصيري إنها "عبارة عن إفلات جسيمات من المذنب "سويفت تتل" على شكل ذيل طويل يعرف باسم ذيل المذنب وبعض المذنبات لها ذيول تصل حتى ملايين".
والمذنب عبارة عن "تجمع من الغبار والجليد تشكل نواة المذنب وذيل طويل, يدور المذنب حول الشمس في مدار بيضوي وبشكل بعيد عنها, إلا إن اقترابه من الشمس يبخر أجزائه الخارجية فتحيط بالمذنب على هيئة غيمة لامعة تعرف باسم رأس المذنب وهي النواة وباقتراب المذنب أكثر نحو الشمس ، يتسبب الضغط الكبير للإشعاع الشمسي في إفلات جسيمات من المذنب".
ولا تتجاوز كتلة أكبر مذنب جزءاً من ألف مليون من كتلة الأرض وقد تمت ملاحظة أكثر من ألف مذنب حتى الآن ويزداد العدد من 5 إلى 10 كل سنة ، ومعظم المذنبات الحديثة الاكتشاف تدور حول الشمس مرة كل عدة آلاف أو ملايين من السنين وبعض المذنبات لها مدارات شبه دائرية وللبعض الآخر مدارات بيضاوية غير متناسقة ومثال ذلك مذنب هالي الذي يأتي من مدار خلف نبتون حتى يصل بالقرب من مدار الزهرة .
المذنب سويفت تتل
أعيد اكتشاف المذنب "سويفت تتل" في أواخر عام 1992م بعد غياب 130 عاماً ، هي مدة دورته حول الشمس ولقد خلف هذا المذنب نتيجة هذا الدوران حزام من الغبار والشوارد الناتجة عن انبعاثات المذنب عند اقترابه من الشمس وهذا الحزام له مدار حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض كل عام ونتيجة هذا التقاطع تمر الأرض بهذا الحزام مما يسبب احتكاك الغلاف الجوي بهذا الغبار.
وستقوم جمعية الفلك السورية برصد ظاهرة الهطول الشهبي ولكواكب الزهرة والمشتري وأقماره و المريخ حيث من أهميتها إعطاء صورة عن مناخ الطقس في الكرة الأرضية إضافة إلى شرح عن الغلاف الجوي وفكرة عن الإشعاعات المحيطة بالأرض".
ويعتبر حدوث مثل هذه الظاهرة فرصة رائعة لهواة الفلك لاستمتاع برؤيتها خاصة إنها المرة الأولى التي تكون بهذه الصورة الواضحة لتوافر الأجواء المناخية المناسبة دون أن ننسى إنها لحظة ممتعة للتوقف مع الذات والإبحار في محيط المستقبل لعقد الأماني والأمنيات عساها تتحقق لحظة سقوط الشهب كما عرف في العادات والتقاليد.